و طلب الغوائل إلى غير ذلك.
و يمكن أن يجاب عنه بأنّ كثرة الاقتصاصبخبرهم يدلّ على أنّ الاهتمام بدفع شرّهمأشدّ من الاهتمام بدفع شرّ الكفّار، و ذلكيدلّ على أنّهم أعظم جرما من الكفار.
فصل يستفاد من هذه الآية أمران: أحدهما إنّ منلا يعرف اللّه لا يكون مؤمنا و إن أقرّ بهلسانا لقوله تعالى وَ ما هُمْبِمُؤْمِنِينَ خلافا للكرامية.
و الثاني بطلان قول من زعم من المتكلمين،إنّ جميع المكلفين عارفون باللّه و إنّ منلم يكن عارفا به لا يكون مكلّفا، و ذلك لأنغير العارف لو كان معذورا لما ذمّ اللّههؤلاء على عدم العرفان فبطل قولهم: إنّ منلا يعرف هذه الأمور فهو معذور و هذا المقاميحتاج إلى تحقيق عميق لا يسع هذا الوقتذكره.
فصل اختلفوا في اشتقاق لفظ «الإنسان» إلىوجوه:
الأول: ما يروى عن ابن عبّاس: إنّه منالنسيان. لأنّه عهد إليه فنسي. قال أبوالفتح البستي:
الثاني: إنّه من الانس، لاستيناسه بمثله.
الثالث: إنّه سمّى إنسانا لظهورهم و أنّهميؤنسون- أي يبصرون- قال تعالى آنَسَ مِنْجانِبِ الطُّورِ ناراً [28/ 29] أي: أبصر. كماسمّي «الجنّ» لاجتنانهم.
و اعلم إنّه لا يجب في كل لفظ أن يكونمشتقّا من لفظ آخر، و إلّا لتسلسل إلى مالا نهاية.