تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 384
نمايش فراداده

و طلب الغوائل إلى غير ذلك.

و يمكن أن يجاب عنه بأنّ كثرة الاقتصاصبخبرهم يدلّ على أنّ الاهتمام بدفع شرّهمأشدّ من الاهتمام بدفع شرّ الكفّار، و ذلكيدلّ على أنّهم أعظم جرما من الكفار.

فصل‏ يستفاد من هذه الآية أمران: أحدهما إنّ منلا يعرف اللّه لا يكون مؤمنا و إن أقرّ بهلسانا لقوله تعالى وَ ما هُمْبِمُؤْمِنِينَ خلافا للكرامية.

و الثاني بطلان قول من زعم من المتكلمين،إنّ جميع المكلفين عارفون باللّه و إنّ منلم يكن عارفا به لا يكون مكلّفا، و ذلك لأنغير العارف لو كان معذورا لما ذمّ اللّههؤلاء على عدم العرفان فبطل قولهم: إنّ منلا يعرف هذه الأمور فهو معذور و هذا المقاميحتاج إلى تحقيق عميق لا يسع هذا الوقتذكره.

فصل‏ اختلفوا في اشتقاق لفظ «الإنسان» إلىوجوه:

الأول: ما يروى عن ابن عبّاس: إنّه منالنسيان. لأنّه عهد إليه فنسي. قال أبوالفتح البستي:


  • نسيت وعدك و النسيان مغتفر فاغفر فأولناس أول الناس‏

  • فاغفر فأولناس أول الناس‏ فاغفر فأولناس أول الناس‏

الثاني: إنّه من الانس، لاستيناسه بمثله.

الثالث: إنّه سمّى إنسانا لظهورهم و أنّهميؤنسون- أي يبصرون- قال تعالى آنَسَ مِنْجانِبِ الطُّورِ ناراً [28/ 29] أي: أبصر. كماسمّي «الجنّ» لاجتنانهم.

و اعلم إنّه لا يجب في كل لفظ أن يكونمشتقّا من لفظ آخر، و إلّا لتسلسل إلى مالا نهاية.