تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 387
نمايش فراداده

الذهنيّة و على الرأى و المذهب. و في إيراد«و ما هم بمؤمنين» بدل «و ما آمنوا» كمايستدعيه المقابلة من التصريح بشأن الفعلدون الفاعل لا العكس، انكار لما ادّعوه وردع لما انتحلوه بأبلغ وجه و آكده فيالتكذيب لهم، حيث اخرج ذواتهم من عدادالمستعدين لاقتناء أنوار الايمان واليقين مطلقا.

و لذلك أكّد النفي بالباء، و نحوه قولهتعالى يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَالنَّارِ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ و تركتقييد الايمان في الثاني بما قيّد به فيالأول، إمّا لأنّه دلّ عليه المذكور أولالأنّ هذا جوابه، و إمّا للإشعار بأنّهمليسوا من الايمان في شي‏ء أصلا.

تنبيه فيه تذكير [اليوم و الليلة]

و المراد من اليوم، إمّا الزمان الذي لاحدّ له، و هو الأبد الدائم الذي لا مقطعله، و إما الوقت المحدود من النشور إلى أنيدخل أهل الجنّة الجنّة و أهل النارالنار، لأنه آخر الأوقات المحدودة و مابعده فلا حدّ له.

و انّما سمّى زمان الآخرة يوما، لظهور شمسالحقيقة حينئذ و طلوعها من أفق الأكوان ومطالع الحقائق الروحية كما انّه قد اختفىما دام الكون الدنيوي في مغارب الصورالحسيّة و في القيمة تصير تلك الصوربعينها مظاهر أنوار الإلهية و مشاهد أسرارالربوبيّة، فكان مدّة الدنيا ليل نهارهيوم الآخرة و صباحه عند قيام الساعة واللّه أعلم بأسراره.