شيئا فيكون عبثا معطّلا فكلّ موجود وجد لهشوق إلى كمال بالقياس إليه فلا بدّ من أنيكون ممكن الحصول له و كلّ ممكن الحصوللشيء بالإمكان العامّ يجب حصوله له ووصوله إليه عند عدم الموانع و رفع العوائقو القواسر.
و ثبت أيضا في مقامه انّ وجود الموانع والقواسر للأشياء الجبلّية غير دائم و لاأكثريّ في هذا العالم الذي يوجد فيه بعضالشرور و أمّا في العالم الأعلى و ما فوقالكون فالأشياء كلّها على مقتضى دواعيها وأشواقها الأصلية فكلّ مشتاق إلى شيءشوقا غريزيا سواء كان في فطرته الاولى أوفي فطرته الثانية التي قد صار متجوهرا بهمتصوّرا بصورته الجوهريّة كالنبات إذاصار حيوانا أو الحيوان إذا صار إنسانا فهوواصل أو سيوصل إليه وقتا ما.
فثبت أن من أحبّ اللّه و اشتاق إليه فهومما يصل إلى حضرته يوما كما دلّ عليه قوله عليه السلام «1»: من أحبّ لقاء اللّهأحبّ اللّه لقائه و من كره لقاء اللّه كرهاللّه لقائه.
قال صلى الله عليه وآله «2» [حكاية عناللّه تعالى:] «إذا ذكرني عبدي في نفسهذكرته في نفسي و إذا ذكرني في ملاء ذكرتهفي ملاء خير من ملاءه». فإذا ثبت هذا فأفضلالأذكار ذكر اللّه الخالي عن ملاحظةالأغيار.
ثمّ إنّ العبد فقير كثير الحاجة و المحتاجإذا نادى مخدومه المنعم بنداء يناسب الطلبو السؤال كان ذلك محمولا على الطلب مشعرابالسؤال فإذا قال: «يا كريم» كان معناه:أكرم و إذا قال «يا رحيم» كان معناه: ارحم وإذا قال «يا غفور، يا عفوّ» كان معناه:اغفر و اعف.
1) معاني الاخبار: 326. البخاري: 6/ 129. 2) المحاسن للبرقي (ره): 1/ 39. و فيه فرق يسير.