تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 56
نمايش فراداده

مرجّح، إذ الجاعل واحد و المهيّة واحدة والنسبة بينها و بين اشخاصها متماثلةفكونها هذا الفرد دون غيره مما يتساوىنسبته غير صحيحة و كذا موجوديّة هذا الشخصدون سائر الأشخاص بمجرد إبداع الباري نفسالمهيّة النوعيّة المتواطئة مع اشتراكهابين الجميع غير صحيح.

فالحقّ الحريّ بالتحقيق و التصديق إنّأول الصوادر هو هويّة الصادر الأولالمتشخّصة بذاته، المتميّزة بنفسه عن ماعداها دون مهيّته فهذه الهويّة الوجوديةهي المجعولة بالذات و المهيّة تابعة لهااتّباع الظلّ للشخص.

و هنا استبصارات كثيرة ذكرناها في كتبنا وجمعناها في رسالة مفردة:

منها كون الوجود هو الخير بالذات، و العدمهو الشرّ و الصادر عن الخير الأول هوالخيرات و هي وجودات الأشياء دونماهيّاتها الكلّية إذ لا خيريّة و لا كمالفي مفهوم العلم و القدرة و الصحّة و الجمالو اللذائذ و الشهوات الدنيويّة والاخرويّة بل في حقائقها الوجوديّة و ليسكل من تصوّر مهيّة السعادة سعيدا و لا كلّمن تصور مهيّة البهجة مبتهجا بل من نالوجود السعادة و وجود البهجة.

و منها إنّ الجاعليّة و المجعوليّة لوكانتا بين المهيّات لكان جميع الموجوداتما سوى المعلول الأول من لوازم المهيّات وهي امور اعتباريّة كما حقّق في مقامه والتالي باطل بديهة و اتّفاقا فإنّ أحدا لميقل بأنّ السماء و الأرض و ما بينهما اموراعتباريّة و نسبة هذا الأمر الشنيع إلىالعرفاء افتراء محض يتحاشى عنه أسرارهم.

و منها إنّه قد تقرّر في علم الميزان انّمطلب «ما» الشارحة غير مطلب «ما» الحقيقةو ليست المغايرة بينهما في مفهوم الجوابلأنه الحدّ التامّ عند المحقّقين بلباعتبار الوجود في أحدهما و عدمه في الآخر.فلو لم يكن للوجود صورة في الخارج لم يكنبين المطلبين و الجوابين فرق يعتدّ به (17)كما لا يخفى.