فلا يلزم الدور المذكور على أنّ المختارعندنا أنّ وجود الجوهر جوهر بجوهريّة ذلكالجوهر لا بجوهريّة اخرى و كذا وجود العرضعرض بعرضيّة ذلك العرض لا بعرضيّة اخرى.
أما الأول فلأنّ من ذهب إلى أنّ المهيّاتمجعولة و حاصلة بالجعل و لا شبهة في أنالمهيّات امور متخالفة المعاني فيكونالموجودات عنده أمورا متكثّرة متخالفةبالحقائق متمايزة بالذوات إذ موجوديّةالمهيّة على هذا المذهب عبارة عن صدورهاعن الفاعل أو انتسابها إليه فيكون الوجودمعنى مصدريّا و الموجود أمرا حقيقيّامتعددا حسب تعدّد أفراد المهيّات الصادرةعن الفاعل فأين هذا المذهب من مذهبالتوحيد الذي عليه العرفاء.
و قريب من هذا ما ذهب إليه بعض المغتريّنبلامع السراب الوهميّ عن مشرب التوحيدالأتمّي انّ الوجود الحقيقيّ شخص واحد وهو ذات الباري و الموجود كلّي له أفرادمتعدّدة هي الموجودات و نسب هذا المذهبإلى أذواق المتألّهين و زعم إنّ هذا هومقصودهم في وحدة الوجود و هو فاسد من وجوه:
الأول: إنّ أفراد الموجودات قد تكونمتكثّرة متقدّمة بعضها على بعض في الوجودمع اتّحادها في المهيّة النوعيّة فإذاكانت المهيّة واحدة و الوجود واحدا شخصيّافكيف يتعدّد الموجود و يتقدّم بعضه علىبعض.
و الثاني: إنّه يلزم على هذا القول أن يكونقولنا وجود زيد و وجود عمر و بمنزلة قولناإله زيد و اله عمرو، و هذا لا يتفوّه بهعاقل.
و الثالث: إن نسبة المهيّات إلى الباريجلّ ذكره إن كانت اتّحادية يلزم كون