تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 83
نمايش فراداده

فالحقّ ما ذكرنا من أنّ الإنسان الكاملعند خروج روحه عن مشيمة هذه العالم و نشرصحيفة ذاته يكون كما أشار إليه أبو يزيدالبسطامي بقوله: لو أنّ العرش و ما حواهألف مرّة وقع في زاوية قلب العارف لماملأه، و قد أشار بعض أكابر العارفين فينظمه إلى هذا المعنى حيث قال:


  • يا خالق الأشياء في نفسه تخلق ما لا ينتهى كونه من وسع الحقّ فما ضاق عن خلق فكيف الأمريا سامع‏

  • انت لما تخلقهجامع‏ فيك فأنت الضيّقالواسع‏ خلق فكيف الأمريا سامع‏ خلق فكيف الأمريا سامع‏

فقوله من وسع الحقّ إشارة إلى الحديثالقدسيّ المشهور أعنى قوله سبحانه‏ ما وسعني أرضي و لا سمائي و لكن وسعني قلبعبدي المؤمن.

(54)

تنبيه [في ان العالم دائم الحدوث‏]

ذكر البيضاوي «1» إنّ فيه دليلا على أنّالممكنات كما هي مفتقرة إلى المحدث حالحدوثها فهي مفتقرة إلى المبقي حال بقاءهابناء على ما ذكر سابقا انّ معنى التربيةتبليغ الشي‏ء إلى كماله شيئا فشيئا.

و أقول: ليس فيه دليل على ذلك إذ الشي‏ءالتدريجي لما كان حصوله على هذه الوجهفجميع زمان وجوده هو بعينه زمان حدوثهفالنامي مثلا زمان نموّه من أول نشؤه إلىمنتهى كماله المقداري هو زمان حدوث مقدارهالحاصل له شيئا فشيئا، و كفعل الصلوة فإنزمانه من لدن أول تكبيرة الافتتاح إلى آخرتسليمة الاختتام كلّه وقت الحدوث لا وقتالبقاء (55). نعم فيه دليل على أن العالمتدريجيّ الحصول متدرج في التكوّن‏

1) البيضاوي: تفسير سورة الحمد: 4.