تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 99
نمايش فراداده

و أقول: لمّا علمت إنّ أشرف مراتب الإنسانبما هو إنسان و أجلّ مقاماته تحصيل نسبةالإمكان و الافتقار إليه سبحانه بالعبادةو العبوديّة و لهذا قدّم ذكر العبوديّةعلى ذكر الرسالة في قولك: أشهد انّ محمداعبده و رسوله (87) و ذلك لأن الاولى عبارة عننسبة العبد إليه تعالى و الثانية عبارة عننسبته إلى الخلق فالاولى يكون أقدم منالثانية بالشرف و إن كان الرسول أفضل منالوليّ لكونه جامعا للمنزلتين جميعافكذلك الكلام هاهنا فإنّ العبادة لكونهاوسيلة إلى الحقّ أشرف من الاستعانة لكونهاوسيلة إلى الخلق.

و اعلم إنّ في تقديم العبوديّة علىالرسالة في التشهّد وجها آخر و هو إنّ لكلّمن الولاية و النبوّة حدوثا و بقاءفالولاية أقدم حدوثا و أدوم بقاء منالرسالة فناسب التقدم الوضعي للتقديمالزماني.

وجه آخر

قيل لما نسب المتكلم العبادة إلى نفسهكأنّه أوهم ذلك تبجحا بزينة ذاته من جهةنسبة العبادة و اعتدادا منه بما يصدر عنه.فعقّبه بقوله إيّاك نستعين ليدل على أنالعبادة أيضا مما لا يتمّ و لا يستتبّ إلّابمعونة منه و توفيق و قيل الواو للحال. (88)