تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 410/ 15
نمايش فراداده

فيما بينهم، ثمّ إنّ اللّه ذهب بذلك النوربهتك ستر المنافق بتعريف نبيّه صلى اللهعليه وآله و المؤمنين حقيقة أمره، فيظهرله اسم النفاق فبقي في ظلمة لا يبصر إذالنور الذي كان قد زال بما كشف اللّه تعالىأمره.

السادس: إن المشبّه به هو مستوقد نار لايرضاها اللّه فشبّه الفتنة التي حاولالمنافقون إنارتها بهذه النار لأنّفتنتهم كانت قليلة البقاء، ألا ترى إلىقوله كُلَّما أَوْقَدُوا ناراًلِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ.

السابع قال سعيد بن جبير: نزلت في اليهود وانتظارهم لخروج النبي صلى الله عليه وآلهو استفتاحهم به على مشركي العرب فلمّا خرجكفروا به فكان انتظارهم لخروجه صلى اللهعليه وآله كايقاد النار، و كفرهم به بعدخروجه كزوال ذلك النور.

السؤال الثاني: إنّ الآية تقتضي تشبيهالمثل بالمثل، فما مثل المنافقين و مثلالمستوقد نارا حتّى شبّه أحدهما بالآخر.

الجواب: إنّه قد استعير «المثل» للقصّة أوالصفة إذ كان لها شأن و فيها غرابة كأنّهقيل: «قصّتهم العجيبة كقصّة الذي استوقدنارا». و كذا قوله مَثَلُ الْجَنَّةِالَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ [13/ 35] وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى‏ [16/ 60] والمعنى: وصفهم و شأنهم المتعجّب كحال مناستوقد نارا.

السؤال الثالث: كيف مثّلت الجماعةبالواحد؟ و الجواب عنه بوجوه:

أحدها إنّه يجوز وضع «الذي» موضع «الذين»كقوله وَ خُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا [9/ 69]إن جعل مرجع الضمير في قوله بِنُورِهِمْ وإنّما جاز ذلك و لم يجز وضع «القائم» موضع«القائمين» لكون «الذي» وصلة إلى ما بعدهمن الجملة