تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 410/ 147
نمايش فراداده

خفاءه عادة بأن لا يتواصفه حملة الأخبار،و لا يتناقله الحكوية- سيما و الطاعنون فيهأكثف عددا من الذابين عنه في كل عصر و زمانو اعلم إن هذه الآية تدل على بطلان قول منزعم إن النبي صلى الله عليه وآله لم يكنمحتجّا بالأدلّة العقليّة و إنّ القرآنخال عنها، لأن اللّه تعالى قد احتجّ علىالكفار بما ذكره في هذه الآية و ألزمهم بهتصديق نبيّه- عليه و آله السلام- و قرّرهمبأنّ القرآن كلامه إذ قال: «إن كان هذاالقرآن كلام محمّد صلى الله عليه وآلهفأتوا بسورة من مثله، لأنّه لو كان كلامالبشر لجاز و تهيّأ لكم مع تقدّمكم فيالبلاغة و الفصاحة الإتيان بمثله أو ببعضهمع قوّة دواعيكم إليه، فإذ لم يتأتّ لكمفاعلموا بعقولكم إنّه كلام اللّه تعالى-لا كلام البشر».

و هذا بعينه احتجاج عقليّ على صورة قياسشرطي استثنائي يستنتج فيه، يثبت أوّلاصحّة الملازمة بين مقدّم القضية الشرطيّةو تاليها، ثمّ باستثناء نقيض التالي نقيضالمقدّم.

و «الوقود»- بالفتح- اسم ما توقد به النار،و بالضمّ هو المصدر، و جاء فيه بالفتحأيضا- كما نقل عن سيبويه- لكنّ الضمّ فيهأكثر وقوعا و لا يبعد أن يكون المضموممصدرا سمّي به، كما تقول «فلان فخر قومه وزين بلده». و قد قرء بالضمّ عيسى بن عمرالهمداني، و الاسم أظهر، و هو الحطب.

و إن أريد به المصدر يكون من قبيل قولك«حيوة المصباح السليط» «1» أي:

به. أو على حذف مضاف، اي: وقودها احتراقالناس و الحجارة.

و «الحجارة» جمع حجر، كجمالة- جمع جمل.

قال في الكشاف «2»: «معناه: إنّها نارممتازة عن غيرها من النيران بأنّها

(1) السليط: الزيت الجيد.

(2) الكشاف: 1/ 194.