تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 145
نمايش فراداده

فهذه الأمور الثلاثة هي مجامع أسبابالغواية و أبواب مهالك الخلق، الباعثة لهمعلى الاعراض عن تدبّر الآيات، لقوله: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَ هُمْعَنْها مُعْرِضُونَ [12/ 105] و هي المشاراليها في الحديث النبوي صلى الله عليه وآله «1»:«ثلاث مهلكات: شح مطاع و هوى متّبع، وإعجاب المرء بنفسه».

الا أن أعظم هذه الآفات الحاجبة عن مكاشفةأسرار الدين و مشاهدة أنوار الحق واليقين، الموجبة لاعراض الناس عن سماعالآيات و الحكم و استيناسهم بالدنيا ونسيانهم أمر المعاد هو حسبانهم أهل الظاهرو علماء الدنيا- الراغبين في طلب اللذاتالباطلة العاجلة- هداة الخلق و رؤساءالمذهب و أهل الاجتهاد في طلب الاخرة والمعاد، و هو أعظم فتنة في الدين و أشدحجاب في سبيل المؤمنين، لان هؤلاء قطاعطريق الحقيقة و اليقين، و هل هذا الا مثلأن يظن بالجاهل المريض طبيبا حاذقا، ويجعل السارق المفلس أمينا يَعْلَمُونَظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ [30/ 7]فلم يزدك متابعتهم و الاقتداء بهم الاالغواية و الضلال و التردي في مزابلالجهّال وَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِيالْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِاللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّاالظَّنَّ وَ إِنْ هُمْ إِلَّايَخْرُصُونَ [6/ 116].

إنذار قرآنى‏ ثم ان نتيجة الاعراض عن سماع الآيات ونسيانها و انكار المعارف الموضحات هيالظلمة في القلب و الضيق في الصدر و الوحشةفي الطبع و المعيشة الضنك‏

(1) الخصال: باب الثلاثة رقم 11: 1/ 84