تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 159
نمايش فراداده

و الازمنة نفخة واحدة بالقياس اليه لايحتاج الى مؤنة بيان و برهان، و للاشعاربأن جميع الممكنات حاصلة من فيض واحد منجانب الحق و نفخة واحدة و كلمة جامعة هيكلمة «كن» و عبر عن انبساط الفيض النوريالوجودي (20) عنه تعالى على هياكل الممكناتبـ «النفس الرحماني» المشتمل على الحروفالوجودية، و الكلمات الكونية، الطالع منأفق شمس الحقيقة في صباح نور الأزل،المنتشر ضوئه في أهوية الهويات الممكنة وسطوح قوابل الماهيات الاستعدادية،المنقسم باعتبار كل موطن من مواطن القرب والبعد، و منزل من منازل العلو و السفل الىالجواهر العقلية و النفسية و الطبيعية والاعراض الكمية و الكيفية و النسبية.

ثم اعلم بعد ذلك ان من الجائز أن يكون نفخةواحدة احياء لقوم و إهلاكا لآخرين- امابحسب الاختلاف في نحو الصدور من النافخرحمة و غضبا، كاختلاف نفخة من الإنسانتوجب حصول النارية، و اخرى منه توجبإخمادها- كما مرت اليه الاشارة في قولهتعالى: فَإِذا هُمْ خامِدُونَ و اما بحسباختلاف القوابل مع وحدة النفخ، بأن تكوننفخة واحدة رحمة على قرية و غضبا على اخرى،و حيوة لقوم و مماة للآخرين، أو يكون راحةلاحد و كراهة و مشقّة له في وقت آخر، اويكون مكروها لطائفة و في أعينهم و هو خيرلهم، أو محبوبا عندهم و هو في الواقع شرلهم، كما في قوله تعالى: عَسى‏ أَنْتَكْرَهُوا- الاية.

ألا ترى كيف أخرج اللّه الجنين من مضيقبطن امه الى فضاء العالم و هو مكروه له، معكونه عين الرحمة له، حيث غفر ذنوبهالطبيعية التي اقترفها، و سيئآته الماديةالتي اجترحها، منذ كونه نطفة و علقة- منتلطخه بالانجاس‏