تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 178
نمايش فراداده

أُوتِيَ [84/ 7]- الآيات.

و اكثر الناس في غفلة عريضة و ذهول طويلعنه لقوله تعالى: لَقَدْ كُنْتَ فِيغَفْلَةٍ مِنْ هذا و قوله: بَلْ هُمْ فِيلَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ [50/ 15] و قوله:وَ تَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةًوَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ [27/ 88].

و من هذا الجهل المحيط بهم نشأ تعلقهمبهذه الحيوة الفانية و إخلادهم الى هذهالأجسام البالية، و ركونهم الى البدن ونسيانهم أمر العاقبة، و جعلهم الدنيا نصبأعينهم و الاخرة خلف آذانهم، و انكبابهمالى الشهوات، و اعراضهم عن سماع الآيات،فكل هذه الأمور ناشية من ذهولهم و غفلتهمعن زوال الدنيا و ثبات الاخرة، و جهلهم بأنالدنيا ليست الا لحظات أوهام و خطراتأفهام، و لمحات أبصار و فلتات خواطر، ولهذا تعجبوا عند ظهور الساعة و تحقق البعثو كشف الغطاء قائلين: «يا ويلنا من بعثنامن مرقدنا؟» فقيل لهم: «هذا ما وعد الرحمنو صدق المرسلون» فهؤلاء- و هم أكثر الناس-منكرون بالحقيقة للقيامة و البعث، شاكّونفي قيام الساعة و تحقق المعاد يوميَرَوْنَهُ بَعِيداً* وَ نَراهُ قَرِيباً[70/ 7].

و اما المقر بالاخرة، المؤمن بالمعاد،الموقن بيوم الحساب، فهو الذي تنبّهت نفسهمن نوم الغفلة و رقدة الضلالة، و انبعثت منموت الجهالة، و حيّت بروح المعارف وانفتحت لها عين البصيرة، فيشاهد يومالقيامة و يرى كأنها قد قامت، فإذا سئل و قيل له: «كيف أصبحت؟» قال:«أصبحت مؤمنا حقا» فإذا قيل له: «و ماحقيقة إيمانك؟» قال: «أرى كأن القيامة قدقامت، و كأنى بعرش ربي بارزا، و كأنالخلائق في الحساب، و كأني بأهل الجنةفيها منعّمين، و أهل النار فيها معذبين»فقيل: «قد أصبت فألزم بعين الطريق»