تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 179
نمايش فراداده

- كما ورد في الحديث المتفق على صحته «1»-.

و هذا بعينه حال من مات عن حيوة هذه النشأةو حيّي بحياة الاخرة فقد قامت عليهالساعة، و ان كان بعد في الدنيا بحسبالصورة الظاهرة، لقوله صلى الله عليه وآله: «من مات فقدقامت قيامته» «2».

و أما القيامة الكلية فهي انما تتحقق عندموت الجميع و فناء الكل، و العارف لا يحتاجفي مشاهدة أحوال الاخرة الى فناء الكل وقيام الساعة على الجميع، لأنه من أهلالاعراف المشاهدين لأحكام الاخرة و أحوالالدنيا، العارفين بمن في الجنة و النار،لقوله تعالى: وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌيَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌعَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَ هُمْيَطْمَعُونَ* وَ إِذا صُرِفَتْأَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِالنَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنامَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [7/ 46- 47].

و هم الرجال الذين لا تلهيهم تجارة و لابيع عن ذكر اللّه، لأنهم قوم انبعثوا منموت الجهالة و انتبهوا عن رقدة الغفلة، وانفتحت بصيرتهم و استبصروا بعين اليقين ونور الهداية، و شاهدوا جميع الخلائق وحشرهم و حسابهم، لأنهم حاسبوا أنفسهم قبلأن يحاسبوا يوم حساب الخلائق، و هم قوماستوت عندهم الأماكن و الازمان، و تغايرالأمور و تصاريف الأحوال، فقد صارت الأيامكلها يوما واحدا لهم وعيدا واحدا و جمعةواحدة في حقهم، لتحققهم‏ بقوله صلى الله عليه وآله: «بعثت أنا والساعة كهاتين» «3».

فيوم واحد عندهم كألف سنة مما تعدون، وخمسين ألف سنة لغيرهم، و صارت الأماكنكلها مسجدا واحدا لتحققهم‏ بقوله صلى اللّه عليه و سلم: «و جعلت ليالأرض‏

1- مضى الحديث آنفا.

2- قال العراقي (ذيل احياء العلوم 4/ 495):أخرجه ابن ابى الدنيا في الموت.

3- الترمذي: كتاب الفتن، 4/ 497.