تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 181
نمايش فراداده

أرض بدنه و اندكاك جبال عظامه و انفجارعرق جبينه و تكور شمس قلبه و انكدار نجومحواسه و تعطّل عشار قواه كلها دلائل وشواهد على أحوال القيامة الكبرى التيلجميع الخلائق‏ لقوله صلى الله عليه وآله: «من مات فقدقامت قيامته» «1» و ذلك لكون الإنسان عالما صغيرا فيهأنموذج من جميع ما في العالم الكبير.

و لست أطول في موازنة جميع الأحوال، ولكني أقول كما قال بعض محققي الاسلاميين وحكمائهم و موحديهم: ان بمجرد الموت يقومعليك هذه القيامة، و لا يفوتك من القيامةالكبرى شي‏ء مما يخصّك، بل ما يخص غيرك،فان بقاء الكواكب في حق غيرك ما ذا ينفعك وقد انتثرت حواسك التي بها تنتفع بالكواكب،و الأعمى يستوي عنده الليل و النهار وانكشاف الشمس و انجلائها لأنها قد كسفت فيحقه دفعة واحدة و هو حصته منها، فالانجلاءبعد ذلك حصة غيره، و كذلك من انشق رأسه فقدانشق سماؤه، إذ السماء عبارة عما يلي جهةالرأس، فمن لا رأس له لا سماء له، فمن أينينفعه بقاء السماء في حق غيره؟ فهذه هي الصاخة الصغرى، و الخوخ بعد أخضرو الهول بعد مدخّر، و ذلك إذا جاءت الطامةالكبرى و ارتفع الخصوص و بطلت السموات والأرض و نسفت الجبال و تمت الأهوال.

فهذه هي الصغرى، و ان طول في وصفها فانا لمنذكر عشر عشير أوصافها فهي بالنسبة الىالقيامة الكبرى كالولادة الصغرى بالنسبةالى الولادة الكبرى، فان للإنسان ولادتين:

إحداهما الخروج من الصلب و الترائب الىمستودع الرحم في قرار مكين الى قدر معلوم،و له في سلوكه الى الكمال منازل و أطوار مننطفة و علقة و

1- مضى آنفا.