تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 209
نمايش فراداده

أن يكون كلاما حقا» و كما اختاره الغزاليفي مقالته المضنون بها- و هو ما نقلناهآنفا.

الا أن هذا الشيخ الاشراقي خالفهما فيتعلق نفوس الأشقياء بتلك الاجرام الشريفةذوات النفوس النورانية، حيث قال: «1» «والقوة تحوجهم الى التخيل الجرمي، فليسيمتنع أن يكون تحت فلك القمر و فوق كرةالنار جرم كري غير منخرق هو نوع بنفسه، ويكون برزخا بين العالم الاثيري و العنصريموضوعا لتخيلاتهم، فيتخيلون به منأعمالهم السيئة مثلا من نيران و حيّاتتلسع و عقارب تلذع و زقّوم تشرب و غير ذلك».

و قال: «و لست أشك لما اشتغلت به منالرياضات أن الجهال و الفجرة لو تجردوا عنقوة جرمية مذكرة لأحوالهم مستتبعة «2»لملكاتهم و جهالاتهم، مخصصة لتصوراتهم،نجوا الى الروح الأكبر» انتهى.

و لا يخفى على الخبير البصير أن كون جسم منالأجسام فلكي او عنصري موضوعا لتخيل النفسو مراة لمشاهدتها صور الأشياء لا تستتمالا بأن يكون لها معه علاقة ذاتية او وضعيةبتوسط ما هولها معه تلك العلاقة بالذات، وبالجملة لا بد من أن يكون ذلك الجسم فيتصرف النفس بوجه من الوجوه، و أقله كمايكون في المرايا التي لها علاقة وضعيةبالنسبة الى المادة البدنية، التي موضوعةلافاعيل النفس و محل لقواها، و مطرحلاشعّتها و أضوائها، المنبعثة عن ذاتهاالنيرة الواقعة عليك.

فإنك إذا ترى صورة في المرآة فهو لأجلعلاقة وضعية لها ابتداء او بتوسط

1- التلويحات: 90 2- التلويحات: مستبقية