تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 27
نمايش فراداده

فَهُمْ مُقْمَحُونَ رافعون رؤسهم وغاضّون أبصارهم من «قمح البعير» إذا روى ورفع رأسه، و قيل للكانونين «شهرا اقماح»لان الإبل إذا وردت الماء رفع رأسها لشدةبرده.

و منهم من جعل الضمير للايدى على سبيلالكناية و ان لم تكن مذكورة لدلالةالاغلال و الاعناق عليها، و ذلك لان الغليجمع اليد الى الذقن و العنق، و لا يجمعالعنق الى الذقن، و أكد ذلك بما روى عن ابنعباس و ابن مسعود أنهما قرءا: انا جعلنا فيأيمانهم أغلالا، و بقرائة بعضهم: فيأيديهم. و رجح الاول بقوله: فهم مقمحون،حيث جعل الاقماح نتيجة ما ذكر، و الا لميكن للسببية وجه ظاهر، و بأن الإضمار ضربمن التعسف و عدول من الظاهر، و على الوجهينلا يتفاوت المعنى، لان الغل لا يكون فيالعنق دون اليد، و لا في اليد دون العنق.

و المقصود تمثيل حال الجهلة الناقصينالكافرين، او المعاندين و المنافقين،المعرضين عن العلم و اليقين و الحكمة والدين، في اعراضهم عن استماع كلام أهلالحق برجل غلت يداه الى عنقه لا يمكنه انيبسطهما الى خير، و هو اشارة الى قصورالقوة النظرية التي هي بمنزلة اليد اليمنىللنفس عن درك الحقائق و قصر القوة العمليةالتي هي بمنزلة اليد اليسرى لها عن فعلالخيرات و ترك اللذات، و برجل طامح برأسهلا يبصر موطن قدمه، و هو اشارة الى استنكافالنفس العسوفة الجحودة العنودة، المحجوبةبفطانتها البتراء، المغترة ببصيرتهاالعمشاء عن قبول التعلم، و الاستكبار عنالحق و الاغترار بعقله الجزئي، و ذلك‏