تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 268
نمايش فراداده

و قوله: «فاستبقوا الصراط» اما على طريقةالحذف و الإيصال، اي فاستبقوا الى الصراط،او بتضمين معنى «ابتدروا» او يجعل الصراطمسبوقا لا مسبوقا اليه، او ينتصب علىالظرف، اى: فلو قصدوا (تصدوا- ن) أن يستبقواالى الصراط فأنّى يتيسر لهم، لكونهم عميالا يبصرون الطريق.

و «المسخ»: قلب الصورة الى خلقة مشوهة و«المكانة» و «المكان» واحد كالمقامة والمقام، و ربما يفرق بينهما فيكون الاولللمعنوى و الثاني للوضعي.

و قرئ: مكاناتهم، و قرئ: مضيا- بالحركاتالثلاث-.

قد أخبر سبحانه عن قدرته على كشف سرائرهؤلاء الكفار و صورتهم الباطنية الغائبةعن حواس أهل الدنيا، المناسبة لصفاتهم ونياتهم، و هي الصور التي سيحشرون عليهايوم القيامة، فقال: و لو نشاء لطمسنا علىأعينهم.

و عن ابن عباس، اى: لاعميناهم عن الهدى. وعن الحسن و الجبائي و القتادة: لتركناهمعميا يترددون.

فاستبقوا الصراط- اى: فطلبوا طريق الحق وقد عموا عنه- فانى يبصرون و عن ابن عباس، وقيل معناه: فطلبوا النجاة و السبق اليها،لا بصر لهم فكيف يبصرون و قد أعميناهم. وقيل: طلبوا الطريق الى منازلهم فلم يهتدوااليها.

و لو نشاء لمسخناهم على مكانتهم- التي همفيها قعود، اي: لعذبناهم بنوع آخر منالعذاب، فأقعدناهم في منازلهم ممسوخينقردة و خنازير و قيل معناه: و لو نشاءلمسخناهم حجارة في منازلهم ليس فيهمأرواحهم.

فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَ لايَرْجِعُونَ- اي: فلم يقدروا على ذهاب و لامجي‏ء و قيل معناه: فما استطاعوا مضيا منالعذاب و لا رجوعا الى الخلقة الاولى بعدالمسخ.