تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 30
نمايش فراداده

سورة يس (36): آية 10

وَ سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْأَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ(10) لان الايمان مرتبة من العلم بالمبدإ والمعاد، و التقوى بموجبه، و الزهد فيالدنيا، و التجرد عن دار الاضداد، و الرضابقضاء اللّه، و التوكل عليه في كل المواد،و هي تفتقر الى قريحة صافية وقّادة، و قلبخاش خاضع لذكر اللّه، متشوق الى عبوديتهمتواصل الفكر في طلب الحق، و الوصول الىدار القرار و منزل المصطفين الأخيار، فكيفيتصور هذه الأمور من قلوب هي كالحجارة اوأشد قسوة فلا ينجع فيهم الانذار و لا ينفعلهم التعليم و التكرار، بل الانذار والتعليم انما ينفع للقلوب الرقيقةاللطيفة الخاشية للّه، الطالبة للحق وتذكر الآيات و المعارف كما قال:

سورة يس (36): آية 11

إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَالذِّكْرَ وَ خَشِيَ الرَّحْمنَبِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍوَ أَجْرٍ كَرِيمٍ (11) لكونه ذا فطرة صحيحة و قلب خاضع خاشع لذكراللّه، خاش من الرحمان في عالم الغيب، وانما اطلق هذا الاسم للاشارة الى أن خشيةأهل العرفان حاصلة من ادراك العظمة للّه وشدة النورية الالهية و أشعة الرحمةاللامتناهية، و ليست الخشية منهم خشيةالعقاب، و الا لناسب ان يذكر بدل اسم«الرحمان» اسم «المنتقم» او «القهار» او«العدل».

و اعلم ان نفي الانذار هاهنا عن النبي صلىالله عليه وآله بالقياس الى الأشقياءالمردودين كما يستفاد من كلمة «انما»الكائنة للحصر ليس بمناف لثبوته سابقا معانتفاء الايمان، و ذلك لان النفي هاهناباعتبار نفي ترتب الغاية و البغية،