النحو و اللغة و غيرها، فإذا فتّشتاعتقاده فيما هو أهم و اولى من امور دينه وأحوال مذهبه، وجدت رأيه و اعتقاده في تلكالأمور أسخف و أقبح من رأى كثير من الجهالو الصبيان و العلة في ذلك أسباب شتى:
منها: شدة تعصّبه فيما يعتقده تقليدا وافتخارا من غير بصيرة، و اخرى إعجابهبنفسه في اعتقاده، و اخرى اعتقاده بأصولخفى عليه خطاؤه فيها، و هي ظاهرة الشناعةفي فروعها، فهو يلتزم تلك الشناعات فيالفروع مخافة أن ينقض عليه الأصول، و يطلبلها وجوه المراوغة من الزام الحجة تارةبالشغب و تارة بالتمويه و تارة بالمراوغةفيروغ كالثعلب عن الجواب و الإقرار بالحقو يأنف أن يقول: «لا أدري» و «اللّه و رسولهأعلم» اقتداء بأدب اللّه كما قال: وَ مَااخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍفَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [42/ 10] فقال: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلىأُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُالَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [4/83] و قال:
إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُبَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِتَخْتَلِفُونَ [3/ 55] و آيات كثيرة في مثلهذا المعنى و لكن من هؤلاء من يحتج و يقول:معنى «الرجوع الى اللّه» اي: الى ثوابه.
لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَ يَحِقَّالْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ (70) قرئ بالتاء و الياء كلاهما على صيغةالافعال، فعلى الاول يكون المنذر هوالرسول، و على الثاني يكون المنذر امّااللّه بالقرآن، أو القرآن نفسه، و قرئ ولتنذر و لينذر من «نذر به» إذا علمه.
لما حقق اللّه ماهية ما أنزل اللّه علىرسوله بأن حصره في قسمين هما أشرف أقسامالكلام، لان التقسيم باب من التعريف- و هوضم قيود متخالفة الى المقسم