تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 308
نمايش فراداده

الجهال و الأرذال، و لا يرتفع الى رتبةالسعداء و المقربين من الحق المتعال، و لايهتدي بحقائق القرآن و الآيات، بل يزيدهشرّا و وبالا و جحودا و استكبارا عن سماعما هو الحق، اللهم الا بالقلب السليم عنالآفات المهلكة و الأمراض عن سماع ما هوالحق، اللهم الا بالقلب السليم عن الآفاتالمهلكة و الأمراض النفسانية كما مرتالاشارة اليه غير مرة، و دل عليه قولهتعالى: وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ماهُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَوَ لا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّاخَساراً [17/ 82].

فقد بقي كون القرآن منذرا لمن كان حيا، ايقابلا للحياة الاخروية، مستعدا لفهمالمعارف الالهية، مؤمنا باللّه و اليومالاخر- و لو بالسماع و التسليم من غيرانحراف عن سنن الحق وحيد عن الصراطالمستقيم، سواء كان صحيح القلب بريئا عنالمعاصي مطلقا، او مريضا لكن غير مزمنالمرض و لا المكذب للطبيب و هم الأولياء والحكماء.

فالدنيا بمنزلة دار الشفاء و العلماءالربانيون هم الأطباء، و القرآن هو الدواءو الحكمة التي بها تقع الشفاء- و الاعراضعنه هو السم المهلك- الموجب للشفاء وَ مَنْأَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِرَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَ نَسِيَ ماقَدَّمَتْ يَداهُ إِنَّا جَعَلْنا عَلى‏قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُوَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِنْتَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى‏ فَلَنْيَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً [18/ 57].

و النفوس الساذجة الغير الكاملة في العلمو العمل، هم المرضى، القابلون للتداوى،المستعدون للصحة و الحيوة الكاملة، والنفوس الجاهلة الشقية الغير السليمة- انكانت لهم فطانة بتراء و جهل مشفوعبالاعتقاد، و اعتقاد تقليدي مركب بالنفاقو العناد- هم المرضى الغير القابلينللعلاج، بل يزيد فيهم المرض يوما فيوما،كما قال اللّه تعالى: فِي قُلُوبِهِمْمَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ [2/ 10].

و هؤلاء هم الذين كانوا مستعدين في الأصلللحياة، قابلين للنور، و لكن‏