و عن ابن عباس: ليس من شجرة الا و فيها نارالا العناب. قالوا: و لذلك يتخذ منهكذينقات «1» القصارين.
و «الأخضر» بالتذكير لأنه محمول علىاللفظ- و قرى «الخضراء» حملا على المعنى، ونحوه قوله تعالى: مِنْ شَجَرٍ مِنْزَقُّومٍ* فَمالِؤُنَ مِنْهَاالْبُطُونَ* فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَالْحَمِيمِ [56/ 54] فالذي خلق بقدرته النارالمحرقة من الشجرة الرطبة فبأن يكون قادراعلى خلق الإنسان مما بقي منه أحرى، ولاذعان العقول به اولى.
ان أكثر أعداء الأنبياء و خصماء الأولياءهم جهلة الطبيعيين و أوساخ الدهريين و منيحذو حذوهم- كالاطباء و المتشبهينبالحكماء، المتشبّثين بذيل الفلاسفة-عادتهم أن يأخذوا في طلب العلة و اللميةلكل شيء، و جعلوا مدار امتيازهم عنالعوام و آحاد أهل الإسلام أن يعترضوامنكرين لكل شيء، لم يعلموا ان خصوصياتالمواد الجزئية ليس في وسع العقولالبشرية- ما دامت في كورة الطبيعة- أن يقيمالحجة على كل منها، بل لها بعد الاطلاع علىكليات المعارف الاعتقادية قبول الخصوصياتالتي لم يقم بين يديها دليل على استحالتهاعند سماعها عمن لا يشغل سره غير الحق، و لايتمجمج لسانه بالباطل او التوقف فيها إذالم يترجح فيها جانب على جانب لديه.
فالجاهل من الطبيعي و من يحذو حذوه يأخذونفي طلب علة كل شيء خاصية كالطبيعة التيلسقمونيا لاسهال الصفراء، و طبيعةأفتيمون لاسهال السوداء بما ليس في عناصرهو مواده ذاك، و كذا الطبيعة المقناطيسيةلجذب الحديد، و كما
1) الكذينق مدق القصار