تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 382
نمايش فراداده

لو فرض أن يرتفع عن النفس الاشتغالبأفاعيل سائر القوى المحركة و المدركة، وتزول انفعالات الحواس الظاهرة عنها، وتكون قواها منحصرة في الخيال و التصوير،تكون الصور التي تتصورها حينئذ بقوتهاالخيالية و تشاهدها بباصرتها الباطنية فيغاية ما فيها من قوة الوجود و ترتب الأثر،و تكون هي أقوى خطرا عن هذه المحسوساتبكثير.

و كما تكون تلك القوة يومئذ قوة باصرةتكون هي بعينها قوة فعالة، فتصير قوةواحدة من النفس عند قيامها عن شوائب هذهالدار فاعلة و مدركة معا من غير تغاير- لابالذات و لا بالاعتبار- فتكون مشاهدةالنفس لتلك الصور عين قدرتها عليها، كماهو مذهب الإشراقيين في علم الواجب من أنعلمه بالموجودات راجع الى بصره الذي هوعين قدرته عليها.

الأصل السادس‏

ان اللّه تعالى قد خلق النفس الانسانيةبحيث يكون لها اقتدار على إنشاء الصورالباطنة عن الحواس، و كل صورة صادرة عنفاعلها بالذات فلها حصول له، كما ان لهاحصولا لقابلها ان كانت مادية و ليس حصولهالفاعلها و قيامها به عبارة عن حلولها فيه واتصافه بها، بل انما ذلك شأن حصول الصورةللقابل، لان القابل لنقصه الوجودي يستكملبالصورة- جوهرية كانت او عرضية- و يتصف بهاو ينفعل عنها، و أما الفاعل فهو لا يستكملبمفعوله و لا يتصف به و لا ينفعل عنه، لأنهفياض يفضل عن وجوده وجود معلوله في مرتبةمتأخرة.

فللنفس الانسانية في ذاتها عالم خاص بهامن الجواهر و الاعراض المفارقة و المادية،و الأفلاك المتحركة و الساكنة، و العناصرو المركبات و سائر الخلائق الحاصلة عنهابقدرتها و اختراعها، و النفس تشاهدها بنفسحصولاتها لها لا بحصولات‏