تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 400
نمايش فراداده

الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّيلَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَكَلِماتُ رَبِّي [18/ 109] «و البحر» اشارةالى الهيولى القابلة للتشكلات، و الصورالحادثة التي هي قوالب معاني النفوس،كالمداد القابل لتشكلات الحروف الدالةعلى المعاني‏

ذكر تنبيهى‏

اتفقت أئمة أهل الكشف على ان النفسالانساني تحاكي النفس الرحماني و هوكصدائه ينادي بندائه و يحاكي بأدائه،فمظاهرهما متطابقة، و مراتبهما متحاكيةمتشابهة، و منازلهما منحصرة في ثمانية وعشرون على ما ناح به لسان العارفين.

اشراق افاضى‏

ذكر بعض أكابر العلماء انه فرق ما بين«الكلام الالهي» و «الكتاب السماوي»فالكلام بسيط و الكتاب مركب من حامل ومحمول، و الكلام أمري إِنَّما أَمْرُهُإِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُكُنْ فَيَكُونُ [36/ 82] و الكتاب خلقي: إِنَّكِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ* كِتابٌمَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ[83/ 18- 21] و عالم الامر خال عن التضاد، بل انهمقدس عن التغير و التكثر وَ ما أَمْرُناإِلَّا واحِدَةٌ [54/ 50] و أما عالم الخلقفمشتمل على التضاد و التغير وَ لا رَطْبٍوَ لا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ [6/59].

و كما أن الكلام يشتمل على الآيات: تِلْكَآياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَبِالْحَقِّ [2/ 252] فكذا الكتاب يشتمل عليهاتِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ والكلام إذا تشخص و تنزل من سماء التجرد صاركتابا، كما ان الامر إذا تنزل و الحكم إذامضى صار فعلا كُنْ فَيَكُونُ [36/ 82].