تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 85
نمايش فراداده

جميعها مما لا يحيط به العد و الحصر، فقال:

سورة يس (36): آية 34

وَ جَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍوَ أَعْنابٍ وَ فَجَّرْنا فِيها مِنَالْعُيُونِ (34) أي بساتين و حدائق يوجد فيها أنواعالأشجار المخضرة و النباتات المثمرةفنونا من الثمار من نخيل و أعناب- و انما خصالقسمين لكثرة أنواعها و وفور منافعها.

وَ فَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ أى: وفجرنا في تلك الأرض الميتة عيونا من الماءليسقوا بها الكرم و النخيل، كانفجار عيونالملكات العلمية بالقوة الكامنة في أرضالنفوس الانسانية التي بها يتحقق يوم كشفالغطاء نخيل المشاهدات و أعناب المكاشفات.

و أصل مياه العلوم الكامنة فيها هو مياهأمطار جود اللّه و إفاضته و توفيقهالهداية و التحصيل فإذا اجتمع الماءان يومالاخرة- ماء افاضة اللّه، و امطاره علومالمشاهدة و المكاشفة من سحاب لطفه و رحمتهعلى القلوب، و ماء ينبوع العلوم الكامنةفي العقل و ملكة حصول المعارف فيه- و هوالعلم الاجمالي الذي نسبته الى العلومالنفسانية التفصيلية كنسبة الكيمياء الىالدنانير الغير المحصورة، ظهر أنواعالصور الاخروية، و رطب استحلاءالمشاهدات، و عنب شراب التجليّات، فالتقىالماء على أمر قد قدر.