تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 124
نمايش فراداده

مركز الأثقال، فأين أنت من الأرضين السبعالتي هي منتهى حدود عالم الملك؟ ثمّ أين أنت من السموات العلى التياوليهنّ محيطة بجميع الأفلاك و ما فيهافكلّها حشو السماء الاولى، و كلّ سماءبالنسبة إلى الاخرى كحلقة في أرض فلاة، وهكذا إلى أن يصير الأرضون السبع و السمواتالسبع و ساير ما احتوت عليه من العناصر والأفلاك بالنسبة إلى الكرسي كحلقة في أرضفلاة و الكرسي بما احتوى عليه كذلكبالنسبة إلى العرش العظيم.

فسبحان فاطر السموات و الأرض، و مبدعالخلق و الأمر، الذي تلاشت الأوهام وتضاءلت الأفهام في إدراك عظمته، و لم يدرأحد من عظيم خلقه و أمره إلّا القدراليسير، و إليه المرجع و المصير.

قوله عزّ اسمه: [سورة الواقعة (56): الآيات 88الى 89]

فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَالْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَ رَيْحانٌوَ جَنَّةُ نَعِيمٍ (89) قد مرّ في أوايل هذه السورة أن الناسبالقياس إلى العاقبة و سلوك الطريق الآخرةينقسم على ثلاثة أنواع: السابقين و أصحابالجنّة و أصحاب النار، و الأخيار والأبرار و الأشرار، المشار إليهم في قوله:فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌبِالْخَيْراتِ [35/ 32] و أشير إلى أحوال كلّواحد من الثلاثة، فإعادة ذكرهم هاهنا لأنّالمنظور إليه بيان أحوال أرواحهمالمفارقة بالموت، إن كان الكلام في روحالمحتضر، لأنّ الغرض هاهنا بيان أوصافاخرى لهم.

أي فأمّا إن كان روح المتوفّى من أهلالكشف و اليقين و السابقين‏