تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 151
نمايش فراداده

تاب و آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلَهُجَزاءً الْحُسْنى‏. [18/ 88‏]

و أمّا جوهر النبوّة فله جامعيّة النشآت،الثلاث لكونه كامل القوى الثلاثة الحسيّةو المثاليّة و العقليّة، فله السيادةالعظمى و الرئاسة الكبرى و الخلافةالإلهيّة في العوالم كلّها، فهو شارع ورسول و نبيّ، يحكم بالأول كالملك، و يخبربالثاني كالفلك، و يعلم بالثالث كالملك.فافهم و اغتنم.

إشراق آخر [الاستكمال العلمي النبوي‏]

امتنانه تعالى على الامّة بأنّ الرسولصلى الله عليه وآله منهم كما يدلّ عليهقوله: رَسُولًا مِنْهُمْ و قوله تعالى:لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْأَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ [9/ 128] و قوله تعالى:أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْيَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا[6/ 130] للإشعار بأنّ هذه المرتبة الشريفةالنبويّة من المراتب التي قد بلغت إليهاالنفس الإنسانيّة عند استكمال قوّتيهابالعلم و الطاعة، و هي ممّا حصلت للنفسالمحمّدية- عليه و آله الصلوة و التحيّة-بالأصالة، و لخواصّ امّته و أولياء اللّهبالوراثة و التبعيّة، لقوله تعالى: قُلْإِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَفَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [3/31] و قوله: وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَأَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَالنَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ [4/ 69].

و في الحديث: «العلماء ورثة الأنبياء» «1».

(1) أبي داود: كتاب العلم، الباب 1 ج 3 ص 317.الكافي: كتاب فضل العلم، باب صفة العلم .. ج1 ص 32.