تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 159
نمايش فراداده

إظهاره على الأديان كلّها و ظهور كماليةالدين بنزول الفرائض و الأحكام بالتمام، وتعيين الخلافة و نصب الإمامة «15» لعليعليه السّلام، و التنصيص عليه بإمامةالمسلمين و إمرة المؤمنين.

و ممّا يدلّ على ذلك مشاهدة النبيّ صلىالله عليه وآله الأنبياء عليهم السلام فيمقامات ملكوت السماء بحسب درجات قربهم إلىاللّه تعالى و صعوده صلى الله عليه وآله عنجميع مقاماتهم إلى سدرة المنتهى ثمّ إلىالغاية القصوى.

و كذا ما ورد في الحديث عنه صلى الله عليه وآلهأنّه قال: «مثلي و مثل الأنبياء من قبليكمثل رجل ابتنى بيتا، فأحسنها و أجملها وأكملها إلّا موضع لبنة من زاوية منزواياها، فجعل الناس يطوفون و يعجبهمالبنيان فيقولون:

إلا وضعته هاهنا لبنة فتمّ بنائه؟ فقالصلى الله عليه وآله فأنا اللبنة» «16» يصحّح ما ذكرناه و ينوّر ما قرّرناه منمقامات الأنبياء و تكامل بنيان الدين بهمو كماليّته بالنبي صلى الله عليه وآله، وخروجه عن هذا الوجود المجازي بالكليّة، وتبعيّة خواصّ امّته الذين هم خير امّةأخرجت للناس، لأنهم أخصّ خواصّ هذا النوع.

و يدلّ على هذا المعنى أيضا:

«إنّ الأنبياء كلّهم يوم القيامة يقولوننفسي نفسي، و النبي صلى الله عليه وآلهيقول: أمّتي أمّتي» «17» لفناء الوجود و بقائه بالحقّ الودود.فافهم جدّا.

(15) الامام- نسخة.

(16) البخاري: باب المناقب ج 4 ص 226. المسند: ج2 ص 256 و 298 و 412 و جاء في أكثر الصحاح راجعالمعجم: ج 6 ص 88.

(17) راجع الترمذي: صفة القيامة الباب: 10 ج 4ص 622.