تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 162
نمايش فراداده

لِذَنْبِكَ [47/ 19] و هو الحكمة العمليّة.لأنّ علم التوحيد لا يحصل بكماله إلّا بعدالإطّلاع على جميع أبواب الحكمةالنظريّة، و العمل الخالص من شوب أغراضالنفس لا يتيسّر إلّا بأن يكون الإنسانحكيما عارفا بأنّ ما عند اللّه خيرللأبرار.

و قال في حقّ جميع الأنبياء: يُنَزِّلُالْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِعَلى‏ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْأَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّاأَنَا و هو الحكمة النظريّة، ثمّ قالفَاتَّقُونِ [16/ 2] و هو الحكمة العمليّة. والقرآن مملوّ من الآيات الدالّة على أنّكمال الإنسان ليس إلّا في تكميل هذينالجزئين من النفس بهاتين الحكمتين.

و قال أبو مسلم: الحكمة «فعلة» من «الحكم»كالنحلة من النحل. و رجل حكيم: إذا كان ذاحجى و لبّ و إصابة رأي، و هو في هذا الموضعفي معنى الفاعل. و يقال: أمر حكيم، اي: محكم.و هو «فعيل» بمعنى مفعول، كما قال اللّهتعالى: فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍحَكِيمٍ [44/ 4].

و هذا الذي ذكره أبو مسلم من اشتقاق اللغةيناسب ما ذكرناه من معناه الحقيقي.

إشراق [معلم الحكمة و مفيضها]

اعلم إنّ معلّم الحكمة غير مفيضها وموجودها في النفس و مخرجها من القوّة إلىالفعل، و ذلك لأنّ القواطع البرهانيّةدالّة على أنّ فيّاض المعارف على النفوسهو اللّه سبحانه باستخدام بعض ملائكتهالعلوية البريئة من‏