تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 164
نمايش فراداده

عباده، و إليه الإشارة بقوله: ذلِكَفَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ يشيرإلى أنّ ما يفيضه و يؤتيه لخواصّ عبادهرشحة من رشحات بحار علمه و لمعة من لمعاتأنوار الحكمة اللامتناهيّة.

تنبيه‏

تأمّل- أيّها العارف- إنّ اللّه تعالى ماأعطى لعباده إلّا القليل من العلم، لقوله:وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّاقَلِيلًا [17/ 85] و سمّى الدنيا بحذافيرهاقليلا: قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ [4/77].

ثمّ قال في العلم الموهوب لعباده: ذلِكَفَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ [62/4] و قال أيضا: وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَفَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً [2/ 269]فانظر كم مقدار هذا القليل، حتّى تعرفعظمة ذلك العظيم الكثير.

و البرهان العقلي أيضا يطابقه، لأنّالدنيا بأسرها متناهية المقدار و متناهيةالعدد و متناهية المدّة، و العلم لا نهايةلمراتبه و عدده و مدّة بقائه و السعاداتالحاصلة منه، و ذلك دالّ على فضيلة الحكمة.

وهم و إزاحة [لا تدل الآية على مذهب الجبر]

استدلّ صاحب التفسير الكبير بمثل هذهالآية و بمثل قوله تعالى:

وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْأُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً على أنّ أفعالالعباد مخلوقة للّه سبحانه.

و ذلك الاستدلال فاسد، فإنّ الحكمة نور منأنوار اللّه و هي ليست من‏