تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 186
نمايش فراداده

الإشراق الرابع [طهارة القلب و استكمالهبفضل اللّه‏]

ثمّ لمّا بيّن فائدة البعثة و ثمرةالرسالة و هو تزكية الامة بإصلاح الجزءالعملي من نفوسهم ليكونوا صلحاء حلماء وتعليمهم الكتاب و الحكمة بتكميل الجزءالعلميّ منها ليكونوا علماء حكماء- أشارإلى أن طهارة القلب عن رذائل الصفات واستكماله بمعارف الآيات الإلهيّات من فضلاللّه يؤتيه من يشاء، أي لا بدّ فيه منسابقة عناية أزليّة و هداية إلهيّة و جذبةربّانيّة لا يوازيها عمل و كسب و هي منالحكمة التي من يؤتها فقد أوتي خيراكثيرا، يعني إنّ ذلك، مزيّة نورانيّة ونعمة روحانيّة لا ينوط بكثرة التكرار آناءالليل و أطراف النهار، و لا بحمل الكتب والأسفار، و لا بطول المراجعة إلى أهلالاشتهار و التبسّط في البلاد و الديارطلبا لحطام هذه الدار، كما هو عادةالمشتغلين بكسب الشيخوخة و رياسة المذهب وشيمة طلّاب الافتخار قصدا للجمع و الإكثارمع اشتباه و اغترار بأنّ ما فهمه من علمالدين و أسرار اليقين.

و منشأ هذه الغلظة «6» و بذر هذا النفاق هوحبّ الجاه الذي يعمى القلب عن رؤيةالحقائق، و يصمّ السمع عن الشعور بغير مايتوسل به إلى تحصيل المنزلة عند الناس،فإنّ من غلب على قلبه حبّ الجاه و ميلالثروة صار مقصور الهمّ على مراعاة الخلق،و لا يزال في أقواله و أفعاله و تحصيلهظواهر العلوم و إتيانه بصور العبادات والخيرات ملتفتا إلى ما يعظم منزلته عندهم،و ربما يهمّ و يشتهي أن يجمع الدنيا معالدين و يراعي الخلق مع الحق بظنّه الفاسد

(6) المغلطة- نسخة.