تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 190
نمايش فراداده

استكشاف أسرار هذا المعنى و ما يرتبطبمقدّماته و لواحقه لانقطع العمر قبلالوصول إلى الإحاطة بجميع لواحقه، والقرآن مشحون بأمثاله، بل ما من كلمة منالقرآن إلّا و تحقيقها محوج إلى مثل ذلك.

و إنّما ينكشف للعلماء الراسخين في العلممن أسراره و أنواره بقدر غزارة علومهم وصفاء قلوبهم و توفّر دواعيهم على التدبّرو تجرّد هم للطلب، و يكون لكلّ واحد حدّ فيالترقّي إلى درجة منه، فأمّا الاستيفاءالتامّ فلا مطمع لأحد فيه، و لو كان البحرمدادا و الأشجار أقلاما و الخلائق كتّابالنفد البحر قبل أن تنفد كلمات اللّه،فأسرار كلماته و أنوار آياته ممّا لانهاية لها و لا بداية، فمن هذا الوجهيتفاضل الخلق في الفهم بعد الاشتراك فيمعرفة ظاهر التفسير.

فقس على هذا المثال جميع ما ورد في الكتابو السنّة، و لا تغتر بما سمعته أو تلقّفتهمن معلّميك في أوان الجاهليّة و زمانالاحتجاب، فإنّها كلّها تماثيل و أشباحللحقائق- إن لم يكن أغلاطا فاسدة- و إنّهاقوالب و صور بلا معنى إن لم يكن أوهاماباطلة، و ظواهر أعمال بلا فائدة تبقى، وخيال أشخاص من غير صورة بها تحيى، و مثالأشجار بلا ثمرة تجنى، و حبال و عصيّ يخيّلمن سحرهم أنّها حيّة تسعى- قُلْ هَلْنُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَأَعْمالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْفِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَصُنْعاً [18/ 104].

و من الأمثلة أيضا في فهم الأسرار والأنوار المودعة في ألفاظ القرآن و الحديثما ذكره بعض أصحاب القلوب في معنى‏ قوله صلى الله عليه وآله في سجوده: أعوذبعفوك من عقابك، و أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك،