تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 198
نمايش فراداده

كانوا موقنين بصدق الرسول صلى الله عليهوآله لتمنوا ذلك، و لكنّهم علموا إنّهم لوتمنّوا لماتوا من ساعتهم و لحقهم الوعيد،فما تمالك أحد منهم أن يتمنّى.

الإشراق الرابع [تمنى الموت دليل كونصاحبه أهل السعادة‏]

قد نبّه اللّه في هذه الآية على كذباليهود في دعويهم ولاية اللّه و قربه، ونبّه في موضع «4» آخر على كذبهم في دعويهمأنّ الآخرة خير لهم من الاولى و أنّ الدارالآخرة خالصة لهم، و كشف عن ذلك أيضا بهذاالطريق فقال مخاطبا لرسوله صلى الله عليهوآله: قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُالْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْدُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَإِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ [2/ 94] فأخبربأنّهم لن يتمنّوا الموت أبدا بما قدّمتأيديهم من سوء الأفعال و قبح الأعمال وفساد الأنظار و الأطوار المؤدية إلىالاحتراق بالنار كما قال طبق هذا المقال:

وَ لَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِماقَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ [2/ 95] تنبيها علىأنّهم ليسوا من أهل سلامة الآخرة و سعادةتلك الدار، إذ ليسوا من أهل المحبّةالإلهيّة، و المودّة الروحانيّة، فإنّالمحبّة اللّه و ولايته التي للأولياءالمقرّبين علامات مرجعها إلى تركالالتفات بغير اللّه و قطع النظر عمّاسواه و تنقية القلب عن سائر المحبوبات.

و المتضمّن لهذه التروك كلّها هو الموت،فمن أحبّ لقاء اللّه اشتاق إلى الموت، إذبالموت يتخلّص عن صحبة الأغيار بالكليّة ويرجع إلى لقاء اللّه العزيز القهّار.

(4) مواضع- نسخة.