تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 210
نمايش فراداده

هَلْ أَتى‏ عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌمِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاًمَذْكُوراً [76/ 1] ثمّ دخلت في دائرةالنبات، ثمّ في دائرة الحيوان، ثمّ ظهرمنها آثار البشريّة حتّى بلغت غاية النموّو كمال الخلقة حين أشدّها الصوري، فصارتقويّ القوى الشهويّة و الغضبيّة. ثمّ إذاجاوزت عن وقت بلغ غاية النموّ فشرعت فيالذبول الخلقي و الفتور البدني، و لم يكنمنشأ ذلك آفة خارجيّة وردت عليها أو قصورعرض لها في حين حركتها نحو الكمال.

و قد علمت إنّ الفائض من المبدأ الحق ليسإلّا خيرا و كمالا- لا عدما و شرّا- واستدعاء القابل منه ليس إلّا البقاء والدوام لا الذبول و الفساد، بل منشؤهتوجّه الطبيعة النفسانيّة نحو نشأة ثانيةو سلوكها مسلكا آخر إلى عالم آخر، كماسننبّه عليه تنبيها يليق بهذا الموضع.

و أمّا حديث تناهي القوى الجسمانيّة فيفعلها و انفعالها، و كلال الآلات عن تماديالحركات و التغيّرات إلى لا نهاية، فهوإنّما يصدق فيما يكون الأفعال والانفعالات صادرة عنها على «7» الاستقلال،و أمّا على سبيل الاستمداد عمّا هو أرفعمنها فيحتمل اللانهاية كما في حركاتالأفلاك على رأيهم.

و أمّا حديث قصور مزاج الغذاء الذي يصيربدلا عمّا يتحلّل بحسب الكيفيّة عن مزاجأصل البدن من جهة نقصان مراتب الهضم والتعديل فيه عن مراتبهما في مادّة البدنبمرتبة واحدة:

- و ذلك لأنّ النطفة ممّا وردت عليه خمسةهضوم و تعديلات- أحدهما في المعدة، والثاني في الكبد، و الثالث في العروق، والرابع عند الأعضاء، و الخامس في اوعيةالمني مثل الأنثيين و الرحم- بخلافالغذاء، فإنّها تقصر عن المني في تلك‏

(7) عن- نسخة.