تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 214
نمايش فراداده

الموجودات من القوّة و البطون إلى الفعل والظهور، فكلّ نفس هي أكثر علوما و أحكمصنعة و أجود عملا و على غيرها أكثر إفاضةوجودا و إفادة فهي أقرب إلى اللّه نسبة وأشدّ تشبّها.

و هذه أوّلا هي مرتبة الملائكة الذين لايَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ [66/ 6] فيَبْتَغُونَ إِلى‏ رَبِّهِمُالْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ [17/ 57] ولهذا قالت أئمّة الحكمة العتيقة فيتعريفها: «إنّها هي التشبّه بالإله بقدرالطاقة البشرية».

و في الحكمة المحمّدية- على الصادع و آلهأفضل التقديسات و التسليمات-:

«تخلّقوا بأخلاق اللّه».

يعني من يكون علومه حقيقيّة و صنائعهمحكمة و أعماله صالحة صافية من الغشّ والدغل، و أخلاقه جميلة و آرائه صحيحة وفيضه على من دونه متّصلا فهو من أولياءاللّه المؤمنين المقرّبين منه و أحبّائهالمزدلفين لديه.

الإشراق الخامس [التوحيد الأفعالي‏]

في قوله تعالى: ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى‏عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ اعلمإنّه قد وقعت نسبه قبض الأرواح و جذبالنفوس و ردّها إلى عالم الآخرة تارة إلىاللّه تعالى كما في قوله: [تعالى‏] اللَّهُيَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها[39/ 42] و تارة إلى بعض ملائكة اللّهالمقرّبين كما في قوله تعالى: قُلْيَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِالَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ [32/ 11] و تارة إلىرسل اللّه كما في قوله تعالى: تَوَفَّتْهُرُسُلُنا وَ هُمْ لا يُفَرِّطُونَ [6/ 61] وتارة إلى نفس النفس كما في قوله تعالى: