تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 219
نمايش فراداده

كلّ الموجودات، فقال: «عرفت ربّي بربّي، ولو لا ربّي لما عرفت ربّي».

و هذا بعينه مسلك الصدّيقين، و الأوّلمسلك ذوي الأنظار.

و أيضا قد وصف اللّه نفسه بأنّه المحيي والمميت، ثمّ فوّض الموت و الحيوة إلىملكين.

ففي الخبر: «إنّ ملك الموت و ملك الحيوةتناظرا فقال ملك الموت:

أنا أميت. و قال ملك الحيوة: أنا احييالأموات. فأوحي اللّه إليهما: كونا علىعملكما و ما سخّرتما له من الصنع، فأناالمحيي و المميت و لا محيي و لا مميت سواي».

فالمحقّق العارف هو الذي ينكشف له بنورمعرفته أن لا قوام للأشياء عنده بأنفسها وإنّما قوامها بغيرها، فهي باعتبار أنفسهاباطلات الذوات هالكات الهويّات والإنيّات، و إنّما حقيّتها «15» بغيرها لابأنفسها من حيث هي هي، فإذا لا حقّ عندالمحقّق المحقّ إلّا الحقّ القيّوم الذيليس كمثله شي‏ء فهو القائم بذاته و كلّ ماسواه قائمة بقدرته، فهو الحقّ و ما سواهباطل.

و لمّا جرى هذا المعنى على لسان بعض الأعرابقصدا أو اتّفاقا صدّقه رسول اللّه صلىالله عليه وآله فقال: أصدق بيت قاله الشاعرقول لبيد:

أ لا كلّ شي‏ء ما خلا اللّه باطل و كلّنعيم لا محالة زائل «16» فكلّ شي‏ء هالك إلّا وجهه.

الإشراق السادس [المحيي هو المميت‏]

لما علمت أنّ للإنسان مراتب مختلفة فيالوجود [و] لتحصيل كلّ مرتبة

(15) حقيقتها- نسخة.

(16) راجع البخاري: باب أيام الجاهليّة 5/ 53.مسلم: الشعر 15/ 13.