تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 229
نمايش فراداده

و لمّا كانت النوبة الاولى لم تتنبّه «13»النفوس المشتغلة الماديّة غالبا شرعالتكرار لإثبات معنى الالوهيّة الجامعةلجملة الأسماء و الصفات في مرآة النفسالناطقة.

ثمّ كلمة الشهادة التي هي كالعنوان لماحصل في النفس من معنى الجزء الأوّل منالتصديق الذي هو عمل القلب، و الجزءالأوّل يشير إلى إثبات الواحد الحقّ، والثاني يشير إلى نفي شريكه، و قد علمت مماسبق إليك في التعاليم إن الايمان باللّهيجعل للنفس استعدادا لقبول الفيض الإلهي،الموجب للقربة و الزلفى، و ينقي النفس عنالمضارّ الدنيويّة و الاخرويّة- على مابيّن فيما سبق من تفسير آية النور- أنّكلمة التوحيد بمنزلة المصقلة في إزالةظلمة الرين و الطبع عن مرآة القلب.

ثمّ عقّب الكلمة الثالثة المشيرة إلىالاعتراف برسالة محمّد صلى الله عليهوآله، ليحصل «14» لهم بذلك التزام أوامره ونواهيه، و قد علمت الاحتياج إلى وجودالنبيّ صلى الله عليه وآله لما مرّت إليهالإشارة من أنّ الناس صنفان: صنف يستويعندهم المعقول و المحسوس- و هم الأنبياء- وصنف لا يتعدّى نظرهم عن عالم المحسوس- و همأكثر الخلق- فلا بد لهم من مرشد يرشدهم إلىمالا يهتدي إليه بالحسّ بل بالعقل، فإنّللنبوّة طورا وراء طور العقل لا يدرك إلّابالكشف الشهودي، و ليس لكلّ عبد أن ينالدرجة النبوّة، بل رتبة الولاية، فإنّ جنابالحقّ جلّ من أن يكون شريعة لكلّ وارد أويطلع عليه إلّا واحدا بعد واحد.

على أنّ النبوّة قد ختمت بنبيّنا محمّدصلى الله عليه وآله لأنّه في أعلى‏

(13) لم تثبت- نسخة.

(14) ليجعل- نسخة.