تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 230
نمايش فراداده

مرتبة العلم و الحكمة و له الدرجة العلياو الزلفى، و قد طلب إبراهيم الخليل عليهالسّلام في دعائه عن اللّه تعالى بعثة منهفي ذريّته حيث قال تعالى حكاية عن دعائه:رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًامِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَوَ يُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَالْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [2/ 129].

ثمّ ذكر بعد كلمتي الشهادة دعوة الخلق إلىمناجاة الحق و طلب الوقوف بين يدي الربّسبحانه للدعاء و الصلوة الموجبة للفلاح- وهو إدراك المنية و البغية، إمّا في الدنياكالسعادة التي يطلب بها حياتهم في دنياهم،و إمّا في العقبى و هو بقاء بلا فناء و غنىبلا فقر و عزّ بلا ذلّ و علم بلا جهل وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَالْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ.

ثمّ إنّه ختم بما بدأ منه إشارة إلىاستغنائه عن الجميع- فإنّ اللّه غنيّ عنالعالمين- و الأمر كلّه منه ابتدائه، وإليه انتهائه، و إليه يرجع الأمر كلّه، وهو المقصود الأوّل و المرتجى، و إليهالرجعي- كما قيل:


  • محرّك الكلّ أنت القصد و الغرض من كان في قلبه مثقال خردلة سوى جلالكفاعلم أنّه مرض‏

  • و غايةما لها مرمي و لا غرض‏ سوى جلالكفاعلم أنّه مرض‏ سوى جلالكفاعلم أنّه مرض‏

و اعلم إنّ سرّ الإقامة قد علم ممّا سبق، ونذكر فيها نكتتين:

الاولى: الإفراد ليكون أسرع إلى المرادالذي هو الصلوة، و فيه إشارة إلى طلب زيادةالإخلاص و الخشوع و التواضع لقربه منالوقوف بين يدي اللّه. و الثانية: زيادةلفظ «قد قامت الصلاة» للدلالة على أنّ ذكراللّه قائم على باطن كلّ نفس، فيجب أن يكونالظاهر موافقا للباطن و العلانية حاكية عنالسرّ.