تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 232
نمايش فراداده

الظلمانيّة لضراوتهم بها و اعتيادهم منالطفوليّة و الصبى، حتّى زالتاستعداداتهم و انحطوا عن رتبة الإنسانيّةفمسخوا و مثّلوا بالبهائم و السباع كماقال تعالى: وَ جَعَلَ مِنْهُمُالْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ [5/ 60].

و إن حوفظوا و دعوا بالسياسات الشرعيّة والعقليّة و الحكم و الآداب و المواعظالوعديّة و الوعيديّة ترقّوا من حدّالبهيمة و تنوّرت بواطنهم بنور الملكيّة،كما قال الشاعر:


  • هي النفس إن تهمل تلازم خساسة و إنتنبعث نحو الفضائل تلهج‏

  • و إنتنبعث نحو الفضائل تلهج‏ و إنتنبعث نحو الفضائل تلهج‏

فلهذا وضعت العبادات و فرض عليهم تكرارهافي الأوقات المعيّنة ليزول عنهم بها درنالطبائع المتراكمة في أوقات الغفلات، وظلمة الشواغل العارضة في أزمنة اتّخاذاللذات و ارتكاب الشهوات، فيتنوّربواطنهم بنور الحضور و ينتقّش «18» قلوبهمبالتوجه إلى الحقّ عن السقوط في هاويةالنفس و العثور، و يستريح بروح الروح و حبّالوحدة عن وحشة الهوى و تفرّق الكثرة.

كما قال صلى الله عليه وآله: «الصلوة إلىالصلوة كفّارة ما بينهما من الصغائر مااجتنبت الكبائر» «19».

أ لا ترى كيف أمرهم عند الحدث الأكبر ومباشرة الشهوة بتطهير البدن بالغسل، و عندالحدث الأصغر بالوضوء، و عند الاشتغالبالاشتغال الدنيويّة في ساعات اليوم والليلة بالصلوات الخمس المزيلة لكدوراتمدركات الحواسّ الخمس الحاصلة في النفسمنها كلّ بما يناسبه؟

(18) في ج 1 ص 276: و ينبعث.

(19) جامع أحاديث الشيعة: كتاب الصلوة،الباب 1 الحديث 53.