تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 233
نمايش فراداده

و لذلك وضعوا بإزاء وحشة تفرقة الأسبوع وظلمة انفرادهم بدؤوب الأشغال و المكاسب والملابس البدنيّة و الملاذّ الجسمانيّةاجتماع قوم على العبادة و التوجّه لتزولوحشة التفرقة بانس الاجتماع و الحضور، ويحصل بينهم نور المحبّة الايمانيّة والمؤالفة القلبيّة، و تزول عنهم ظلمةالاشتغال بالأمور الدنيويّة و الإعراض عنالحقّ من جهة الأغراض المختصّة الشخصيّة.

فوضع لليهود في قديم الزمان أوّلالأسابيع لكونهم أهل المبدأ و الحسّالظاهر، و للنصارى ما بعده آخرها لكونهمأهل المعاد الروحاني و أهل الباطنالمتأخّرين عن المبدأ و الظاهر، وللمسلمين آخرها الذي هو يوم الجمعة لكونهمفي آخر الزمان، و هم أهل النبوّة الختميّةو أهل الوحدة الجمعيّة للكلّ.

و إن جعل السبت آخر الأسبوع- على ما نقلأنّه السبع «20»- فبالنسبة إلى الحقّتعالى، لأنّ عالم الحسّ الذي إليه دعوةاليهود و هو آخر العوالم بالنسبة إليه، وأوّل العوالم عالم العقل الذي إليه دعوةالنصارى، و الجمعة هي يوم الجمع و الختم-هذا على ما ذكره بعض أهل القرآن «21» رحمهاللّه.

استشهاد قرآني [علة تعيين الجمعةللمسلمين‏]

و ممّا يناسب ما ذكر و يؤكّده ما استفيد منكلام بعض المحقّقين و هو إنّ موسى عليهالسّلام لمّا كان باعتبار قومه من أهلالمبدأ و صاحب التنزيل كان من جانب الغرب،و هو موضع افول النور كما أشير إليه بقولهتعالى: وَ ما كُنْتَ بِجانِبِالْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى‏مُوسَى الْأَمْرَ [28/ 44].

(20) السبيع- نسخة.

(21) الخزان- نسخة.