تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 26
نمايش فراداده

عنه في الدنيا و حبست قوّتها عن نيلقشورها الكدرة الظلمانيّة حتّى صارتبلبوبها الصافية النورانيّة. فإنّ النفسكلّما ارتاضت صفت و تنوّرت، و بحسب صفائهاو نورها كانت مخزوناتها الاخروية وذخائرها الغيبيّة صافية نقيّة نورانيّة،فالمراتب و الدرجات في الجنّات بحسبالمراتب و الدرجات في الأشواق و الرغبات.

قوله عزّ اسمه: [سورة الواقعة (56): الآيات 13الى 14]

ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14) الثلّة: الجماعة من الناس الكثيرة و أصلهامن «الثلّ» و هو الكسر كما إنّ «الامة» من«الام» و هو الشجّ كأنّها جماعة قطعت منالناس، و كونها في مقابلة القليل دال علىالكثرة. و ثّلة خبر مبتدإ محذوف، أي همثّلة و المراد أنّ السابقين المقرّبينكثير من الأمم الماضية التي كانت قبل بعثةمحمّد صلى الله عليه وآله و قليل من هذهالامة. و قيل: جماعة من أوايل هذه الامة وقليل من أواخرها.

و عن النبي صلى الله عليه وآله: «الثلّتانجميعا من امتي» «12».

و المراد إنّ هذه في السابقين، و تلك فيأصحاب اليمين، فعدد المقرّبين يتكاثر منمقدّمي هذه الامة دون متأخّريها. لأنّأكثر الأولياء و الشهداء و الأئمة الكبراءكانوا في الأوّل حيث قربت أزمنتهم من زمانالوحي و التنزيل و عدد السعداء و أصحاباليمين يتكاثر من الأولين و الآخرينجميعا.

(12) الدر المنثور: ج 6 ص 159.