فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُفَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ أ رأيت لوأنّ رجلا دخل بيتا و طيّن عليه بابه ثمّقال: «رزقي ينزل علي» أ كان يكون هذا أمّاإنّه أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم.
قال:- قلت-: من هؤلاء الثلاثة؟ قال: رجل يكون عنده المرأة فيدعو عليهافلا يستجاب له، لأنّ عصمتها في يده لو شاءأن يخلّي سبيلها. و الرجل يكون له الحق علىالرجل و لا يشهد عليه، فيجحده حقّه فيدعوعليه فلا يستجاب له، لأنّه ترك ما امر به. والرجل لا يكون عنده الشيء فيجلس في بيتهفلا ينتشر و لا يطلب و لا يلتمس حتّىيأكله، ثمّ يدعو فلا يستجاب له» «4».
و عن بعض السلف إنّه كان يشغل نفسه بعدالجمعة بشيء من امور الدنيا نظرا في هذهالآية «5».
إنّ الأمر بالانتشار في الأرض و ابتغاءالفضل بعد قضاء الصلوة إشارة إلى الرجوع والمعاشرة مع الخلق بالإرشاد و التعليم، والانتشار في أرض الحقائق، و نشر الفضائلفي أراضي قلوب المستعدّين، و إفاضة الصورالكماليّة على قوّة قابليّاتهم بعدالعزلة عنهم و الانزعاج و التوحش عنصحبتهم و التخلّي مع اللّه و الوقوف بينيديه بالصلاة الحقيقيّة.
(4) مجمع البيان: في تفسير الآية، ج 5 ص 289. (5) الكشاف: في تفسير الآية: 3/ 232.