تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 287
نمايش فراداده

و الفلكيّة و النفوس الأرضيّة و ما بعدهامن جهة مباديها و غاياتها و هذه رتبةالصدّيقين، و هي المسمّاة عند الحكماء والعرفاء بالخير الحقيقي، و باقي الخيراتخيرات بالإضافة.

و إلى الخير الحقيقي أشار بقوله: وَ ماعِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ [3/ 198]و إلى الخير الإضافي أشار بقوله تعالى:قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَاللَّهْوِ وَ مِنَ التِّجارَةِ لمابيّنّا أن عند اللّه يوجد كلّ نعمة و رزقدنيوي و اخروي لأنّ الجميع ظلال أنواره ورشحات بحاره.

الإشراق الرابع «3» [معرفة اللّه أجلّاللذات‏]

اعلم إنّ دعوى كون ما عند اللّه خيرا مناللهو الذي هو لذّة القوّة الحسيّة و شهوةالنفس البهيميّة، و من التجارة التي هيلذّة القوّة الخياليّة و النفس السبعيّةإذ بها يحصل الجاه و الحشمة، ممّا يشكلإثباته على أكثر الناس لغلبة التجسّمعليهم و كثافة الحجاب فيهم.

فإنّ كون معرفة اللّه و صفاته و معرفةملكوت سماواته و أسرار ملكه أعظم من لذّةالرياسة و سائر المرغوبات ممّا يختصّ دركهبمن نال رتبة المعرفة و ذاق مشرب الحكمة، ولا يمكن إثباته على من لا قلب له، لأنالقلب معدن هذه القوة، كما لا يمكن إثباتلذة الرياسة و رجحانها على لذّة الوقاععند الأداني و السفهاء، و لا إثبات لذّةالوقاع على لذّة اللعب بالكرة و الصولجانعند

(3) من هنا الى آخر الاشراق السادس مقتبسمما جاء في احياء علوم الدين (4/ 309 الى 311)بتغييرات و إضافات من المؤلف (ره).