و يشربان. قلت: فأنت؟ قال: علم اللّه قلةرغبتي في الأكل و الشرب فأعطاني النظرإليه.
و عن علّي بن موفّق إنّه قال: رأيت فيالنوم كأنّي ادخلت الجنّة فرأيت رجلاقاعدا على مائدة و ملكان عن يمينه و شمالهيلقمانه من جميع الطيّبات و هو يأكل، ورأيت رجلا قائما على باب الجنّة يتصفّحوجوه قوم، فيدخل بعضهم و يردّ بعضا،- قال-ثمّ جاوزتهما إلى حظيرة القدس فرأيت فيسرادق العرش رجلا قد شخص ببصره ينظر إلىاللّه لا يطرف، فقلت لرضوان: من هذا؟ فقال: معروف الكرخي، عبد اللّه لا خوفا منناره و لا شوقا إلى جنّته، بل حبّا له،فأباحه اللّه النظر إليه إلى يوم القيمة.
و قال: أبو سليمان: من كان اليوم مشغولابربه يكون غدا ناظرا إليه.
و قال الثوري لرابعة: ما حقيقة إيمانك؟قالت: ما عبدته خوفا لناره و لا حبّالجنّته فأكون كالأجير السوء، بل عبدتهحبّا له و شوقا إليه.
و قالت في معنى المحبّة نظما:
قال بعض أكابر (35) العلماء في «21» معنىنظمها: لعلّها أرادت «بحبّ الهوى»
(20) للحب (نسخة) و في الأحياء: «فكشفك ليالحجب ...» و ما في المتن يطابق ما جاء فيقوت القلوب. و جاءت هذه الاشعار في اعجازالبيان للقونوي (ص 374) باختلاف مع المتن. (21) القائل الغزالي في الأحياء: 4/ 311.