تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 304
نمايش فراداده

على أنّ سرّ كلام اللّه أجلّ من أن يحيط بهتقرير و بيان، و أن يجمع أكنافه و أطرافهلسان و بنان، لكنّ محرّك الكلّ حرّكنيبقدرته إلى حيث أراد، و مقلّب القلوبقلّبني بإصبعيه نحو ما شاء و أجاد، و لابعد في أن يطلع اللّه أحدا على بعض أسراركتابه، و يشرق على قلبه نبذا من أنوارخطابه، فإنّ لكلّ نفس طالبة قسطا من نوراللّه- قلّ أو كثر- و لكلّ قلب هارب عن غيرهحظّ من سرّ اللّه بطن أو ظهر، لأنّ رحمةاللّه واسعة و خزائن جوده مملوّة، وينابيع وجوده نابعة، يفيض على من يشاء منعباده من غير مانعة و لا دافعة.

تمهيد:

اعلم- وفّقك اللّه لفهم أسرار القرآن، وجعلك متخلّصا عن أسر عالم الحدثان:- إنّالمقصد الأقصى و العمدة الوثقى في كمالالإنسان الذي هو أشرف ما يوجد في عالمالحيوان، معرفة أحوال المبدإ و المعاد، ولأجلها بعث اللّه النبيّين مبشّرين ومنذرين إلى العباد. و أنزل الكتاب نورايهتدي به الناس في سبيل النجاة و الرشاد، وإليها يرجع فائدة الحثّ على الطاعاتالمنوّرات للقلب بالترغيب، و الزجر عنالمعاصي المظلمات المكدّرات للنفسبالترهيب.

و إنّ للإنسان في الجملة أحوالا ثلاثةيعبّر عنها بالأيّام الثلاثة: و هي حالالمبدإ و المعاش و المعاد، المشار إليهافي‏ قول أمير المؤمنين و إمام الموحّدين- عليهالسّلام و الإكرام-: «رحم اللّه امرأ أعدّلنفسه، و استعدّ لأمسه «4»، و علم من أين وفي أين، و إلى أين» «5».

(4) لرمسه- نسخة.

(5) مضى الخبر في