تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 314
نمايش فراداده

و هو الغضب، و هما مختصّان بالأبدانالقابلة للنموّ و الذبول، و جسميّةالأفلاك لم تحصل من استكمالات الأجسامالناقصة الخلقة العنصريّة الفطرة، كالمنيو البذور و نحوهما، بل هي كظلال الأنوارالعالية، الحاصلة من بعض الجهات للمباديالفاعليّة- كالإمكان و نحوه- على طريقالاقتضاء لا الاستعداد، و لهذا موضع تأمّليغفل عنه الأكثرون. لأنّها لو كانت حسيّةمن باب الشهوة أو الغضب فلا محالة تسكنعنده، و إذ ليس فليس.

فهي إذن ليست إراديّة حسيّة، فلا تخلوإمّا أن يكون غرضها شيئا واقعا فيما طلبتهبالحركة، أو مطلوبا دفعيّ الحصول فسكنت إننالت أو قنطت إن لم تنله في مدد متطاوله،فلها مطلب كلّي، فيلزمها إرادة كليّةموجبة لعلم كلّي دالّ على نفس ناطقةمحرّكة لها مبطلة لجحود الجاحدينالمنكرين لإرادتها و علمها.

فالنفس الناطقة علّة دورانها، و حافظةزمانها من زيادتها و نقصانها، و ممسكعنانها في جادّة الحقّ، و مجري سفينتهاباسم اللّه في بحر الحقيقة.

ثمّ ليس غرضها أمرا مظنونا من الثناء والمدح، فإنّ الحركات الكلّيّة الدائمة لابدّ و أن تكون لأمر مقطوع به واجب الدوام- وليس المظنون كذا- فمبدأ حركتها ليس أمراوهميّا.

ثمّ هذا العالم الذي موطن الأوهام و ماينبعث عنها أحقر بالنسبة إلى تلك الأجرامالشريفة النوريّة من أن يتحرّك لأجلها، وصاحب الحدس الصحيح يحكم بهذا قبل المراجعةإلى البرهان.

فحركتها لمعشوق، إمّا لينال ذاته، أولتشبّه بصفة رفيعة، أو لتشبّه تجدّديّ، والأوّلان يوجبان ما سبق من الوقفة، فتعيّنالثالث و ليس المتشبّه به‏