تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 370
نمايش فراداده

الشريف عالما بحقائق المعلومات، متّصفابالعلوم الحقة المطابقة لما هي عليها فيالواقع، محيطا بها، و قد حقّق في الصنايعالكلّية و المقامات العقليّة أنّ المؤثّرفي كلّ كمال و جمال للموجود بما هو موجودلا بدّ و أن يكون كماله و جماله أقوى و أجلّممّا في الأثر، و العلم لا شبهة في كونهكمالا للموجود من غير أن يلزم فيه تجسّم«8» أو تركّب، فإذا وجد و تحقّق في الخلقفلا بدّ و أن يتحقّق في الخالق بوجه أعلى وأشرف.

فلولا كون الباري سبحانه عالمابالمعلومات كلّها لما قدر على جعل روحالنبيّ صلى الله عليه وآله مبرءا عن السهوو النسيان، مقدّسا عن الجهل و النقصان.

و قد ثبت في العلوم الحقيقيّة أنّ كلّ منكمل في العلم الحقيقي لا بدّ و أن يكونكاملا في جميع الصفات الكماليّة للموجودبما هو موجود، مبّرءا عن جميع النقائصالتي بإزائها، فيعلم من هذا أنّ الباريمنزّه عن جميع النقائص- فسبحان من تقدّستكبرياؤه و تعظّمت آلاؤه-.

و في الكشّاف «9»: «يعني إنّك تجهربالقرائة مع قرائة جبرئيل عليه السّلاممخافة التفلّت، و اللّه يعلم جهرك معه و مافي نفسك ممّا يدعوك إلى الجهر، فلا تفعلفأنا أكفيك ما تخافه. أو يعلم ما أسررتم وما أعلنتم من أقوالكم و أفعالكم، و ما ظهرو ما بطن من أحوالكم و ما هو مصلحة لكم فيدينكم و مفسدة، فينسى من الوحي ما يشاء، ويترك محفوظا ما يشاء».

و أقول: كلا الوجهين لا يخلو عن بعد، والاولى المصير إلى ما ذكرناه.

(8) منه تغير- نسخة.

(9) الكشاف: في تفسير الآية.