تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 387
نمايش فراداده

التسبيح السادس‏

في تقرير أمر المعاد و اختلاف حال الناسبحسبه لأجل اختلاف هممهم في طلب اللذّات،إذ النفوس الخسيسة الدنيّة يطلبن «1»العاجلة و الدنيا، و العقول العاليةالزكيّة الشريفة يطلبون الآجلة و القصوى.

قوله تعالى [سورة الأعلى (87): آية 17]

وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقى‏ (17)

فهذه الآية إشارة إلى مطلبين:

الأوّل: أنّ سبب إعراض أكثر الخلق عناكتساب المعارف الإلهيّة و اقتناصالحقائق العقليّة إيثارهم الحيوةالدنياويّة و شهواتها على الآخرة وخيراتها، و ذلك لاستيلاء الدواعيالجسمانيّة من القوى الوهميّة و الشهويّةو الغضبيّة على القوّة العاقلة، فبحسبتسلّط القوّة الجسمانيّة على القوّةالعقليّة تكون قوّة الرغبة إلى الدنيا وشدّة النفرة عن الآخرة.

و لا يخفى عليك أنّ دنياك ليس إلّا حالتكقبل الموت من جهة استعمال آلة الحسّ والحركة في جلب المنافع البدنيّة و دفعالمضارّ الجسمانيّة بقوّتي الشهوة والغضب، و آخرتك ليست إلّا حالتك بعد الموتو قطع علاقتك عن هذا البدن المظلم من جهةاستعمال المشاعر الاخرويّة- من السمع والبصر و غيرهما- حسبما يناسب أعمالك وأفعالك- و شرح ذلك ممّا يطول-.

(1) في النسخ: يطلبون.