تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 393
نمايش فراداده

و علامة عدم العرفان عدم حبّ اللقاء: وعلامة عدم الحبّ كراهة الموت و إيثارالحيوة الدنيا، مع كون الآخرة خير و أبقىفي نفس الأمر و عند اولي الألباب.

قال اللّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَهادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْأَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِفَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْصادِقِينَ [62/ 6] فجعل سبحانه تمنّى الموتعلامة صدق الولاية و المعرفة.

و قال سيّد الموحّدين و إمام العارفين عليّبن أبي طالب عليه السّلام: «و اللّه لابنأبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي امّه»«10».

و قال عليه السّلام عند وقوع الضربة عن ابنملجم (لعنه اللّه) على رأسه الشريف «فزت وربّ الكعبة» «11».

لعلمه اليقيني بأنّ الآخرة خير له، إذ بهايظفر بالمقصود و يشاهد جمال المعبود.

فسبحان من تجلّى القلوب أوليائه بنورالجمال، و كشف عن بصائر أحبّائه حجبالجلال، فتاهت أرواحهم من الملكوت، و بقواحيارى في كشف الجبروت، فخاضوا في بحراليقين، و أصبحوا في جمال الذات هائمين وبحقّ العبادة الذاتيّة قائمين. قائلين:اللهمّ الطف أسرارنا بإشراق المحبّة فيأرجائها، و شوّق أرواحنا إلى شهود جمالكبفنائها، حتّى تحيّرت في سبحات وجهكالكريم و طاشت، و دهشت عند تجلّيات حسنك وتلاشت، فحكم الشهود عليها بنفي «12»الوجود، و ألزمها الاعتراف بـ «لا الهالّا اللّه الواحد الأحد المعبودالمشهود».

(10) نهج البلاغة: الخطبة رقم 5.

(11) المناقب لابن شهر آشوب، فصل مقتله عليهالسّلام: 3/ 312.

(12) ينفى- نسخة.