تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 418
نمايش فراداده

فيه و يجرّه إليه بحسب أسماء يسلك بهاإليه، و الكلّ مهتد من هذا الوجه، و الضلالمن العوارض الطارية، كما أنّ الرحمة واسعةكلّ شي‏ء، و الغضب عارض، فالمآل إلىالرحمة التي وسعت كلّ شي‏ء.

و قد انساق الكلام هاهنا إلى مقام يدقّ عندركه خواطر الأنام، بل يضيق عن تحقيقهحواصل أفهام الفضلاء الكرام- فضلا عنأصحاب القلقة و الكلام.

و في الكشّاف «11»: «هو مجاز عن إحداث اللّهتعالى فيها من الأحوال ما يقوم مقامالتحديث باللسان، حتّى ينظر من يقول: «مالها؟» إلى تلك الأحوال فيعلم لم زلزلت و لملفظت الأموات، و إنّ هذا ما كانت الأنبياءينذورنه و يحذّرون منه. و قيل: ينطقهااللّه على الحقيقة و تخبر بما عمل عليها منخير و شرّ. و روى عن الرسول صلى الله عليه وآله: «تشهدعلى كلّ أحد بما عمل على ظهرها» «12».

و هذه الأحوال غير منافية لما ذكرنا، بلمؤكدة لما بيّنّاه.

و قوله سبحانه: يَوْمَئِذٍ بدل من: إِذاواقع في حيّزه، فتكونان معمولي فعل واحدينصبهما و هو تُحَدِّثُ، و يجوز أن ينتصبالأوّل بعامل مضمر مثل «اذكر» أو ما يجريمجراه. و الثاني بتحدّث، و مفعوله الأوّلمحذوف و الثاني: «أخبارها».

و في قرائة ابن مسعود: تنبّئ أخبارها. وسعيد بن جبير: «تنبئ»- بالتخفيف-.

(11) الكشاف في تفسير الآية: 3/ 351.

(12) الترمذي: كتاب التفسير، سورة الزلزال ج5/ 446. المسند: 2/ 374.