الدار الآخرة. فلا فرق بينها في الدنيا والآخرة إلّا من جهة الخفاء و الظهور، ولهذا قال: لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ و قال:وَ وَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً [18/ 49].
و قرائة النبيّ صلى الله عليه وآله «ليروا»-بالفتح- و هذا أصرح في المعنى و أشدّ ملائمة لمابعده.
و قرأ ابن عبّاس و زيد بن علي عليه السلام«يره»- بالضمّ. و هو إنّه قد مرّ أنّ أفرادالإنسان بحسب مزاولة الأعمال الحسنة والسيّئة يحشرون على وجوه مختلفة و أنّهمأبناء ما عملوا و ثمرات ما فعلوا، فيصدقعلى المحشور من كلّ واحد إنّه صورة عمله،كما قال سبحانه في حقّ ابن نوح النبي عليهالسلام: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ [11/46] و قال: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلىشاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْهُوَ أَهْدى سَبِيلًا [17/ 84].
و في الخبر: «خلق اللّه الكافر من ذنبالمؤمن».
هذه اللام للغاية، أي يصدر الناس أشتاتامن مقابرهم و أجسادهم إلى عالم الآخرة، ويخرجون يوم القيامة أشتاتا متفرّقين علىصور مختلفة و هيآت متباينة، ليشاهدوا صورأعمالهم و غاية سلوكهم و حركاتهم و منتهىقصودهم و نيّاتهم، و جزاء حسناتهم وسيّئاتهم، فيثابون أو يعاقبون بحسبها.